
هل في قرارِ الأشجارِ
أن تتركَ أصلَها؟
أم في يدِ السماءِ
أن تُطفئَ شمسَها؟
أم في أمرِ الطُّرُقاتِ
أن تمنعَ عابريها؟
أم بإمكانِ الجِنانِ
أن ترفضَ ساكنيها؟
إذًا، هذه أنتِ:
هوائي ودوائي،
وسُبُلي وغاياتي،
بهجتي الأبديةُ أنتِ
لو كنتِ ديانةً،
لكنتُ نبيَّكِ،
ولخططتُ فيكِ كتابًا،
لا يجاريه كائن،
ولا يمحوه زمان
لا مثلكِ إنسٌ ولا جانّ
لا فيكِ شكٌّ ولا نقصان
وإن راوغني عاذلٌ يا حلوتي،
ثم هزمني وعذّبني؛
لاستقبلتُ عذابهُ كبلال
وإن أوقفني أمام النار،
كما فعلَ أصحابُ الأخدود،
وقالَ لي:
“ألحِد عن هواها، كي تحيا”
لوهبتُ جسدي للنارِ بسّامًا،
وما ارتددتُ عن هواكِ لحظةً
لأنكِ أنتِ الحياةَ والأفراح،
وأنتِ الفوزَ والنجاح،
والأيّام التي لا تزورينها
هي – وربي – هلاكٌ بلا أرباح