
خلف نافذة حياته، يتأمل بيتًا للسياب..
“ألم تعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنتَ هذا السَحَر”
ما طال تأمله،
حتى جاءه ندماؤه.. الاحباط والأسى.
وأخذوا بيده إلى خمارة مشاعره..
أسرف في شربه، وأخذ يخاطب قلمه..
أكتب فيك مشاعري، فيعتقدون أنك أنا
هم لا يعلمون أنك عندي.. لحظات
وأنا أكبر من اللحظة، وأعمق مما خط القلم
ومهما كتبت بكَ عني، تالله لن تدركني.
ناولوني الورقة سأكتب..
الكُل من حولك يرحل،
وستكون وحيدًا مُهمَل
تُقاتل حزنًا في داخِلكَ يقتُل،
تسلى عنه بملئ الوقت،
يقتَحم الوقتَ لا يسأل
يُسبب جُرحًا قد يبرا، لكن وسمهُ لا يرحل.
بانت في حياتي ملاكًا
نقلتني من الظلمات إلى النور،
وهبَتني مشاعر عدنية
من فرحتي أودعتها حياتي،
وأسميتُها.. العمر والحنيّة.
وهيَ العابثة..
لم ترَ فيَّ حبيبًا خالدًا،
بل كنتُ نزوة، داوت جراحها
ثم سلمتني لشياطينها..
وقادوني بحنيّة، نحو جحيم الأبدية.
وأمام مرأى جسدي..
تركتني خلفها..
ركضت إليه متلهفة
أخذت بكفوفه وقبلتها،
وظل يرويها غزلًا،
و ينسجُ من أنوثتها شهدًا
وأناملها تسير رغبةً فوق تقاسيمه..
وأنا أنظر محترقًا.. و تكبلني قيود الكرامة
تنظر إليَ وهيَ تحتضنه،
تستلذ باضطرابي، وتقول:
ومن الآن.. أنت ذكرى،
إن أتيت، لا تبرح
حتى أطردك من وجودي، وتلغى.
فزادت تُقبل معشوقها الجديد..
وبينما هو كالمخمور من لعابها..
نظرت إليَ بعين ارتخاء الأنوثة، وقالت:
أنا لن أُغادرك..
سأسكن أعماقك،
و أُنخر أفكارك،
أزلزل جسدك،
و أدمر فؤادك.
حذراكَ حذراك..
أن تُنغص عيشي،
أو ترهقني بأعبائك،
فأنا كرهتُ حياتَك..
ارحل.. وتقبل أنك مجرد، مرحلة.
ماذا!!
أولم أكن عتال أوجاعك، وسرور فؤادك؟
“نعم كُنت.. والآن أنتَ لا شيء”.
إلهي رُحماكَ وطمأنينةٌ منك
تُسكنُ هذا الألم، الذي لا يكتفِ بعذابي
إلهي سكينةً لهذا الوجع..
أواصل معها حياتي
إلهي جهنمٌ في صدري..
أذابت جليد صبري
إلهي أنتَ عن الكُل تٌغني،
هذا ما علمته عنك، هذا هوَ أنت
أتيتُكَ راجيًا طامعًا بعفوك، ورضاك عني.